رسائل من غزة

أرشيف خاص

تفاصيل استشهاد الشهيد إبراهيم شحادة

الكاتب

أماني شحادة

المكان

النصيرات

التاريخ

2024-11-10

كتبت أماني شحادة على حسابها الشخصي على موقع فيسبوك، تستعيد لحظة استشهاد والدها إبراهيم شحادة:


قرابة الساعة العاشرة والنصف صباحًا من يوم الجمعة

تاريخ: 1/11/2024

تم قصف بيتنا بقذيفة مدفعية من دبابات الاحتلال بعد تقدمها بشكل مفاجئ شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

كان المشهد كالتالي..

ابن عمي وبابا وماما بيشربوا شاي الصباح بصالون البيت، وكان خالي فايت عليهم بيرد السلام، أنا بغرفتي مفتوح بابها جمب الصالون بكلم صديقتي، و2 خواتي كانوا بممر البيت رايحين على الصالون ووحدة على الدرج..

فجأة وداني صار فيها طنين قوي وقدامي أختي اشي بيرجعها لورا ودخنة ملّت البيت جاية من الصالون، رميت الجوال وقمت أجري وانا شيفاها بتسبقني للصالون بتصرخ يا بابا، مفيش صوت لاشي ثاني..

وصلت باب الصالون لقيت خالي بيطلع منه ملان دم وردم وماسك راسه وعينه، كمية الدم بتنزل منه مش طبيعية، مسكته حكتله انت منيح يا خال، منيح انه بس مصاب، بس مسمعتش اشي، رفعت راسي لقيت الكنبة اللي قبال الباب تحتها ابن عمي ممدد على الأرض ودماغه طالعة وراسه مفجرة والدم مالي الأرض، وقفت مكاني ثواني حسيتهم سنين طويلة وكأن جبال الدنيا شدتني معها ثبتتني بأرضي، وبقول بعقلي يا رب إذا سامح إبن عمي هيك وهو قبال الباب، كيف بابا وماما يلي لجوا وأخذو القذيفة بأولها، ودعيت ربي يقويني وفوتت انادي عليهم، مسكت ابن عمي وناديت عليه رغم معرفتي بأنه مفيش روح بس بدي أتأكد، مشيت عنه وشلت الغبرة عن عيني شفت ماما منيحة، شكرت ربنا إنه في حد عايش، بس بابا! جمبها على الأرض بدمه وراسه مفتتة ودماغه طالعة بس وجهه مبين، نفس ابن عمي، مقدرتش ألمسه، ناديت عليه ما رد، خلص شهيد!

ماما بتنادي على الجيران يطلعوا يحملوه شهيد وبتبكي، رحت على غرفتي لبست وجريت وراه على المشفى مش واعية لشي غير إنه بابا راح منا، كيف السند راح، كيف الحنية والحب والحكمة والنصيحة للحياة، راح..

حيطان الصالون كلها دم وأشلاء من رؤوسهم، رح تضل ذكرى موجعة لقلوبنا بتذكرنا بمشاهد قاسية عشناها ملهاش وصف..

كديش الإنسان بيفكر نفسه قوي وبيشوف مشاهد ما بتهزه وبتخليه بقوته، لكن فقدان الأب بيكسر الظهر، الأب اشي لا يمكن الإنسان يقدر يتكلم أو يعبر بعد فقدانه، فقدان الأب هو فقدان الروح والحياة، أنا انطفيت بالمعنى الحقيقي..

روح وريحان وجنة نعيم يا حبيبي يا بابا أنت وسامح إبن عمي وأخويا محمد من قبلكم، وكل شهداء العائلة 

مصدر المعلومات
مصدر المعلومة 1

تاريخ النشر

2024-11-10

شارك